هناكئذ
مكبلٌ بحضورك أيها التعبُ، وبألواح ِ الفيروزج ِ ملقاة ٍ في قبو الظهيرةِ يعاينها دهاقنة ٌ يرقبون بريدَ
الملائكة.. أشيحُ بوجهي عن وجهي، هاربا ً بمصاحفِ الموتى وبحضورك أيها التعب.. تاركاً شبهتي،بلا طيلسان، فرجة ً لسيدين يتواريان عن العامة. بعيون ٍ معصوبةٍ يساومني ميتٌ على جثتي فأسمعُ شغبَ الموتى وأشمّ وقارَ المبعوثين .. فيفتح الأبدُ بابه على رهط يختلفون؛ " تلكَ أمكم فأعدوا لها لبوسها يابني ماء السماء"
، وقدّوا سروايلكم بالفؤوس؛ لعلّ بني ماثانَ يسرون ، ليلا ً،
لصيارفةِ الكهف ِ يسكّون لهم أروقة ً بلا عسس ٍ، والذبيحين يكفان ِ عن عراكهما حولَ
حلم ٍ أبويّ، تلكَ أمكم ... أضعُ عيوني في كيس ٍ ورقيّ وأردُ المجلسَ من جهاته الستة لأشهدَ قلوبَ الأنبياءِ وهي تغتسلُ
في طشت ٍ من ذهب. أؤرخُ البارحة َ بتصانيف ِ النسيان، وأعلّق، مع الفتية ، علاماتهم على
أبواب ِ المدينةِ. أشيح بوجهي عن وجهي إزاءَ صمت ٍ طويل لآباء مجهولين يتناقلون إرثهم بهمةٍ! هناكئذ سأتركُ جثتي على جدار ٍِ مصدوع ٍ قبل أن تغلق الجنة ُ أبوابها الزرقَ بجنودٍ يخرجون من الكمثرى يحرقون راياتِ البكّائين وينثرون دموعهم على المارةِ ليشتريها فلكيّ يرافق المغول. يعري آخرُ آبائي علته لدم ٍ يتجلط ُ في كؤوس الحجامين واهبا ً اتباعه غلمانا ً من فضةٍ يرقبونَ - في وصايا الغائبين - عودته. 1418 |