عزلتي، أستدلّ بها عليّ تجالسني مائدة َ التوجّس ِعزلتي، مطرقة ً– كما أنا- تعيدٌ سََلسلة َاليومَ على خيوطٍ تتدلّى من البارحة. عندما تعدلُ من جلستِها،عزلتي،
تمتدّ يدُها تتفحص فاكهة ًحيرانة، تصغي لثرثرتي ُتحمّل الصباح َبما
ينهكه من تدابيرَ سرقَ الفجرُ هندستها. ويكاد التوجس، ساعة َ ثرثرتي، يفلتُ من حبائلها لولا اليوم المتدلّي بشؤون البارحة
أوقعه بفخاخنا. ننهضُ كرهبان ٍ مستجدّين نكممُ النهارَ ونمدده على قارعةِ أسرارنا ليستوعبها كفضيحةٍ نتشاجرُ عليها ثمّ نحرّره كشاهدٍ على شجارنا ، ليَهرّبه جواسيسُ عزلتي،في علب
شتائمنا، بلا صخب. نتقاطعُ في الممشى دون أن أكترث
لتوسلات نظراتِ عزلتي أن أوقف عراكَ كفيّ بأصابعهما. يفاجؤنا العصر بطَرْقاتٍ رتيبةٍ على باب يومنا كقارئ مقاييس ٍ يمكثُ قليلا ويغادرنا تاركا ًدفترَ فواتيرهُ نهباً
لتوجّسنا. نمشي منحشرين في حارات ِ اليأس ِ
الضيقّة ِ نلملم إحتمالاتِنا، فخاخَنا
وسراديب نكوصنا، ونعودُ لاهثين؛ نفتحُ نصف النافذة لحيوانات جديدة من
الهواء لإنعاش عزلتي، ونصفها الآخر لتمرير سلالم ِ حلمنا؛
ترمّمه أقليّة تنوحُ بعيداً عن ذاكرة العسس. ينزلُ الليلُ، على ذات السلالم، نطوّلُ به عزلتنا ونحثُّ المكان على حضورنا، فينثر هباته علينا؛ ممالكَ لغدٍ حيران تحط ّ على مائدةِ توجسنا منحيّة ً الشؤون التي تدلّت من
البارحة لشؤون يجتهدُ اليوم في إدلائها بيننا. 1419 |