سيتوجه وفد من اتحاد الصحفيين العرب منتصف الشهر الحالي الى بغداد لتفقد احوال الصحافة العراقية لغرض التفكير، بعد ذلك، في السماح لعودة نقابة الصحفيين العراقيين لعضوية الاتحاد العربي الذي اعلن عدم الاعتراف بمجلسها بعد سقوط نظام صدام حسين في التاسع من نيسان 2003..
هذا الخبر ليس نكته العام الجديد بل هو حقيقة اذ سيتوجه الوفد الى العراق لتفقد الاحوال الصحفية العراقية بعد ان الغيت وزارة الاعلام ودائرة رقابة المطبوعات في العراق الجديد وظهرت عشرات الصحف والمجلات العراقية التي تعبر عن مختلف الاراء العراقية حتى تلك التي تشتم علنا الاحتلال ومجلس الحكم الانتقالي.
ترى ماالذي يريده وفد الصحافة العربية الرسمية من الصحفيين العراقيين ليتكرموا عليهم بالموافقة على اعادتهم الى اتحادهم؟
هل يجعلون الصحف العراقية موحدة في تناولها لما يحدث في العراق او العالم؟
هل يصدرون الصحف بصور كبيرة لرئيس مجلس الحكم الحالي او لاعضاء المجلس مع كل عدد؟
هل يكيلون المديح لرئيس عربي معين لعله يمنح المادح سيارة مرسيدس او فيلا فارهتين؟
هل ينعون رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين السابق عدي صدام حسين كما فعل عدد من الزملاء العرب؟
هل يريدون اعادة الرقابة على المطبوعات خشية ان تصل العدوى لدول اخرى؟!
هل يريدون اعادة وزارة الاعلام التي ستكون مضمونة لنقيب الصحفيين حين يموت الوزير او يتم طرده نتيجة الفساد الاخلاقي والاداري؟
ام تراهم يريدون ان يتكتم الصحفيون العراقيون على اسماء من باتوا يعرفون بـ "يتامى صدام" الذين كشف عنهم وعن عطاياه الفاحشة لهم الديكتاتور المسجون؟
هل يريدون اختيار اعضاء نقابة الصحفيين العراقيين بنفسهم وباشرافهم كما يحدث في النقابات العربية؟
مايجعلنا نطرح الاسئلة اعلاه هو ان رئيس الوفد الذي سيتوجه للعراق نقيب صحفيي اليمن ويشغل منصب نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب السيد محبوب علي وهو معروف بمواقفه المؤيدة للنظام العراقي البائد وكان من المحرضين على عضوية نقابة الصحفيين العراقيين في الاتحاد بعد الانتخابات التي اجريت في شهر تموز من العام الماضي في بغداد حيث تمت تنحية مجلس النقابة السابق المعين من قبل عدي صدام حسين.
هل يريد السيد محبوب علي ان يتم الابقاء على مجلس صحافة عدي وتكريسه لاجل الحفاظ على مقعد نقابة الصحفيين العراقيين في الاتحاد؟
ام انه جاء ليتفقد احوال الصحفيين العراقيين ومايتعرضون له من (اضطهاد من قبل مجلس الحكم بدلالة اعتقالات الصحفيين واغلاق الصحف)؟!
يبدو ان ماقام به اتحاد الادباء والكتاب العرب من ابعاد وفد الكتاب والادباء العراقيين من المؤتمر الاخير في الجزائر قد شجع اتحاد الصحفيين العرب للقيام بخطوة ابعد من ذلك فقد سبقوا اتحاد الكتاب بتعليق عضوية العراق ليتجرأوا الان بتفقد احوال الصحافة العراقية ومنح صك الرضى بعد ان وجدوا ان الصحفيين العراقيين لم يتخذوا أي خطوة تجاه ماقام به الاتحاد آنفا. ولكي يشغلونهم بزيارة تفقدية من وفد رفيع شفاف لاهم له سوى (الحرية الصحافية وقول الحقيقة). فمن سيلتقيهم ياترى؟
هل سيجلسون مع اعضاء مجلس نقابة الصحفيين العراقيين الذين حرضوا ونجحوا في تعليق عضويته في الاتحاد؟ ام سيبحثون عن صحفيي عدي ليواسونهم لكونهم لايعترفون بالنقابة الحالية في العراق؟
وماذا سيفعلون لو فضحتهم الصحف العراقية ونشرت او اعادت نشر فضائح " يتامى صدام" الذين معظمهم من الصحفيين العرب؟
ترى هل ستنتهي هذه الوقاحات ضد الكتاب والادباء والصحفيين العراقيين من قبل ادباء وصحفيي التطبيل والتزمير الذين يخشون ان تنكشف سوءاتهم قريبا؟
 

يتناقل المواطنون العرب نكتة مفادها: ان احدهم ذهب لكشك الجرائد ليشتري جريدة اليوم. فقال للبائع: اعطني جريدة. فقال له البائع: أي جريدة تريد (ويسمعه اسماء الصحف). فيجيبة المواطن هات أي جريدة فكلها مثل بعضها.
 

مرحى للصحافة العربية الحرة!!