صولجانه الذي كأبي بزاويتهِ العتيقة يمددُ أبي حياته البائدة على رؤوس ِ أصدقائه
المغادرين. مستدرجاً،
بمسبحةٍ نحيلةٍ، شجيرةًََََ العائلة، يزيح عنها الألقابَ، يستلّّ منها أبا ً قديما، يدخلنا خرائبَ أيامه، يغوينا بثواب تذكره، ليأكلا معا من فاكهة عقولنا، فيما شيخوخته تفتشُ في رؤوس الأبناء عن جسارة النسيان، عن ندم يطارد الميتين عن سيفٍ مغمودٍ؛ يبكي على عليلةٍ من سلالة المنكوبين، يشتم( شمرَ بن ذي الجوشن) ويحرق، في قدر القيامةِ( حرملةَ بنَ
كاهل). أبي قامة تتهاوى أوهيكل بطيء. سلالته تتبعثرُ أسرارها خلفَ
الضجرين. أخطاؤه أخطاءُ الأولين؛ يداريها بعكّاز ٍ يفشل في الاهتداء لإعتذاراتٍ ترمقُ تعثره بإرْثٍ مغلوطٍ. رأسه ينام في التذكّر. يصحو، نافضاًَ نعاسَه، ليرينا، بين كفيه اليابستين، أهواراً تركض، ويدلنا على معدان ٍ مكّبلين في غرف رأسه القديم. أبي فخ ٌعليلٌ يرى إلى دم ارثه العبيط يتماوج بدوارقََ يحرسها ثورُ الأرض
ذو القرنين الربانيّين. دويبة الوقتِ، لما تزل، تطارد خيولَ عمره المتعبة. صدرهُ الأبيضُ ينفتقُ عن عسلوج ٍ مغموس ٍ بصباغ ِ
عمائقه. يمهرُ حباته بخاتمه ِ النحاسي، معلقا ً اسمه المعكوسَ في عصا رحلاته
الليلية. جيوشُ سعاله تتجحفلُ خلفَ سواتر الكلام، يدحرجُ السؤالَ على راحتهِ منتظرا – يجلمد تجاعيده –جواباً يضيع . بعينيهِ الطالعتين من ديار ٍ ذليلةٍ تنكسر نظرته للورعين يتكاتفونَ ليرفعوا سرادقَ غيابه. أبي بصولجانه الذي كأبي يخط ّ لنا : ها هنا
شَيَّدُوا حفرتي. من هنا ، ميّلوُا قِبلتي . اذهبوا ، بدأتْ رحلتي ! 1421 |